قمة سعودية-أميركية في شرق أوسط متغير
Description
يقوم ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدة يوم الثلاثاء المقبل للبناء على الاتفاقات المتنوعة التي تم التوصل اليها خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب الى السعودية في مايو الماضي. من المتوقع تطوير العلاقات الاقتصادية والتقنية وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون العسكري.
تأتي الزيارة الثانية لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لواشنطن بعد حدوث تغييرات جذرية سياسية وعسكرية في منطقة الشرق الاوسط، معظمها ينسجم مع مصالح البلدين وعززت من نفوذهما الاقليمي، وان بقيت الرياض بعيدة عن الانضمام الى اتفاقات ابراهيم التي يسعى اليها الرئيس ترامب.
وبعكس زيارته الاولى للولايات المتحدة حيث أمضى ولي العهد ووفده ثلاثة اسابيع زاروا خلالها مختلف المناطق وناقشوا مع قادة الشركات التقنية المتطورة رؤيتهم لمستقبل المملكة الاقتصادي والعلمي، سوف تنحصر الزيارة الحالية بواشنطن. كما تأتي الزيارة بعد التقدم النوعي للعلاقة الرسمية للبلدين في ولاية ترامب الثانية، والتي سبقها تعزيز العلاقات والشراكات بين افراد العائلتين. وخلال ولاية الرئيس السابق جوزف بايدن دخلت العلاقات الثنائية في مأزق بعد انتقادات بايدن واعضاء الكونغرس والرأي العام لولي العهد السعودي، بعد ان اظهرت اجهزة الاستخبارات تورطه في جريمة قتل وتقطيع أوصال المعلق جمال خاشقجي. وليس من المتوقع ان تحصل مسألة حقوق الانسان بأي اهتمام خلال الزيارة، وهي مسألة لا يثيرها ترامب مع حلفائه.
وسوف تتركز المباحثات على العلاقات المالية وخاصة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة وتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة، بما فيها الطاقة النووية. وتأمل واشنطن بدعم السعودية وغيرها من دول الخليج بتقنياتها المتطورة، لكي لا تلجأ الى الصين.
ومع ان السعودية كانت تأمل بالتوصل الى اتفاقية دفاع مشترك، الا ان ذلك يتطلب موافقة ثلثي عدد مجلس الشيوخ، وهو أمر متعذر حاليا. ومن المتوقع ان يحصل ولي العهد السعودي على اتفاق تنفيذي، أي رئاسي، يعتبر ملزما وفقا للقانون الدولي، ولكنه يبقى خاضعا للتعديل، بعكس الاتفاقات التي يبرمها مجلس الشيوخ.
وكان الرئيس ترامب قد اصدر مثل هذا القرار التنفيذي ليرفع من مستوى الالتزام الاميركي بالدفاع عن دولة قطر بعد ان قصفتها اسرائيل. وتأمل السعودية بالحصول على ما هو أوسع من الاتفاق مع قطر، كما انها ترغب بشراء عدد من طائرات أف- خمسة وثلاثين ، وهي الطائرة الاكثر تقدما في الترسانة الاميركية. وهناك تحفظات في الكونغرس على تزويد السعودية بهذه الطائرة قبل تطبيع العلاقات مع اسرائيل. كما ترغب السعودية بالحصول على برنامج نووي مدني يسمح لها بتخصيب اليورانيوم . وكانت ادارة الرئيس بايدن قد ربطت توفير هذا البرنامج بالتطبيع مع اسرائيل، وليس من الواضح ما اذا كانت ادارة ترامب سوف تلتزم بهذا الموقف.
ويقوم المسؤولون في السعودية بجهود كبيرة للتخفيف من التوقعات بانضمامهم في أي وقت قريب الى اتفاقات ابراهيم، كما يهدف ترامب، الى ان يقوم البيت الابيض بطرح رؤية واضحة وعملية لمستقبل الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، تشمل خريطة طريق تنتهي في حصول الشعب الفلسطيني على حق تقرير مصيره.




