لماذا تغادر النخبة من أصول إسلامية فرنسا إلى بلدان أخرى؟
Description
في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قرأنا لكم" نتوقف عند دراسة لافتة بعنوان: "فرنسا التي تحبها ولكن تغادرها، تحقيق حول الشتات الفرنسي المسلم"، من إنجاز ثلاثة باحثين فرنسيين هم: أوليفييه استيفس وأليس بيكار وجوليان تالبان. دراسة محكمة ومهمة في سياق تعرف فيه فرنسا موجة عداء عنصري وإسلاموفوبيا لا سابق لها اتجاه الأقليات المسلمة.
التحقيق لافت كيفا وكما واعتمد على حوارات معمقة مع ألف شخص من الفرنسيين من أصول إسلامية وعربية إما غادروا فرنسا أو لهم العزم على مغادرتها نحو آفاق أفضل للتخلص من الشعور بالدونية والعنصرية. والواقع أن ظاهرة مغادرة الفرنسيين من أصول إسلامية وعربية في السنوات الأخيرة لم تثر الاهتمام كثيرا في وسائل الاعلام وفي أوساط الباحثين عدا بعض المقالات السطحية من حين لآخر.
لنستمع إلى الباحث أوليفييه استيفس متحدثا عن هذه الدراسة وخلاصاتها....
السرديات المختلفة التي يقترحها هذا التحقيق تمنح القارئ فكرة وافية عن أسباب ومبررات هذه "الهجرة العكسية" وتؤكد أن هؤلاء "المهاجرون الجدد" هم ليسوا عمالا ولا موظفين من أسفل السلم الاجتماعي والاقتصادي مثل آباءهم وأجدادهم من الجيل الأول والثاني من المهاجرين الذين قدموا الى فرنسا منذ الخمسينيات من القرن الماضي بل نخبة من المتعلمين والمجتهدين ومنهم أطباء ومهندسون وعلماء وأكاديميون ضاقوا ذرعا بما يعيشونه من مضايقات في فرنسا في الشارع وأماكن العمل ووسائل الإعلام. وهذا يشكل في الواقع خسارة كبيرة لفرنسا لأن هؤلاء كانوا سيلعبون لا محالة دورا إيجابيا في تنمية العجلة الاقتصادية الفرنسية لو حظوا بحد أدنى من الاحترام لخصوصياتهم الدينية والعرقية.
هذه الدراسة الاستقصائية تعرضت لوابل من الانتقادات في الاعلام الفرنسي ومنهم من اتهم الباحثين الثلاثة بالترويج لمفهوم الإسلاموفوبيا وبالتحيز الأيديولوجي لكن في المقابل هناك من رحب بها واعتبرها إنجازا كبيرا لكونها ساهمت بالتعريف بظاهرة لافتة حول هجرة الأدمغة الفرنسية من أصول إسلامية الى الخارج لأسباب فصلتها الدراسة بشكل موضوعي وفي سرديات شخصية حميمية.
وكل كتاب وأنتم بخير...