هند الإرياني: مهنة المتاعب أم الانتحار؟
Description
في نهاية العام يبدأ موسم أفلام كريسمس الرومانسية، سبوتيفاي يعطيك لائحة بالأغاني التي حازت على أعلى استماع منك، الشوارع والبيوت تتزيّن. ثم يأتي تقرير "صحفيّون بلا حدود" الذي يقول: "إن العام الماضي قُتل 67 صحفيًّا بسبب عملهم"، فشعرت بأنّ هذه المهنة لم تعد فقط مهنة المتاعب ولكنها أصبحت مهنة المعاناة.
قال لي صحفيّ يزور المدارس بأنه أثناء سؤاله للطلّاب عن رأيهم في مهنة الصحافة تبيّن له أنّ الصحافة لم تعد المهنة المثيرة للإعجاب بالنسبة للمراهقين. حيث أنّهم أصبحوا يستقون معلوماتهم من فيديوهات المؤثّرين على التيك توك، فالعامل في المهنة هنا ليس صحفيًّا يجمع الأخبار وعليه أن يتأكّد من مصداقيتها، وإنما شخص ينقل الخبر ويزيد من أرباحه، وكما يقول إلون ماسك: "you are the media now” أي أنت أصبحت الإعلام.
هذا لا يعني أنّ كلّ من أصبح صحفيًّا بسبب تواجده في ظروف معينة جعلته مصدر الخبر بالضرورة تنقص معلوماته المصداقية، لا، ولكنّ الفكرة أنّ عمل الشخص خارج إطار مؤسسة صحافية يجعل محاسبته مستحيلة. لذلك يسهل على ترامب مثلا محاسبة صحفيين في وسائل إعلام تقليدية، ولكن من هم في منصّاتهم يتحدّثون وينقلون أخبارًا كاذبة لا أحد يحاسبهم، حتى تويتر ألغى خاصّية التبليغ عنهم بعد أن تملّكه ماسك وسماه "إكس".
هذه الفوضى في الأخبار تجعل الناس يتوهون ومع الذكاء الاصطناعي زاد الطين بلّة.
ثمّ أصبح الصحفيّ الذي يبحث عن الأخبار بشكل حقيقيّ يتعرّض للسجن والقتل. لذلك من الطبيعيّ أن يقول المراهقون أنّهم ليسوا منجذبين لهذه المهنة.
مهنة يُقتل ويسجن ويختفي من يعمل بها ويصبح الاحتفاء بهم فقط بعد موتهم أو وهم في السجون، هذه ليست فقط مهنة المتاعب هذه مهنة لمن يرغبون بالانتحار. أفهمكم جيّدًا أيّها الجيل الجديد.




