الانتخابات الأميركية تقلق اوروبا بسبب مواقف ترامب من حرب اوكرانيا وتقلق الشرق الأوسط أياً يكن الفائز
Description
انتخابات الرئاسة الأميركية ليست حدثا داخليا فحسب، إنها أيضا حدث عالمي، وتترقب الدول كافة نتائجه للتعرف إلى انعكاساته المحتملة عليها، سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
ولعل الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط الأكثر قلقا وترقبا في هذه المرحلة، لأن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من شأنه أن يعيد النظر في التضامن الغربي مع أوكرانيا، وتمكينها من مواصلة الحرب لاستعادة أراضيها التي احتلتها روسيا.
أما إذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فمن المتوقع أن تستمر على السياسة التي كانت شريكة في رسمها مع الرئيس جو بايدن، وحشد التحالف الدولي لدعم أوكرانيا، في انتظار أن تتأمن ظروف مناسبة للبحث في اتفاق سلام ينهي الحرب.
لذلك كثفت عواصم أوروبية أخيرا تأكيد دعمها الثابت لكييف، خصوصا بعدما لمح مستشارون لترامب إلى أنه قد يقلص المساعدات المالية والعسكرية أو يوقفها، وأنه سيؤيد احتفاظ روسيا بالأراضي التي احتلتها، وسيعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وبالنسبة إلى الشرق الأوسط، تحديدا فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة ولبنان، فإن الدول العربية المعنية جربت إدارة ترامب سابقا، كما جربت إدارة بايدن أخيرا، وتوصلت إلى اقتناع بأن الولايات المتحدة ليست في صدد تبني أي مبادرة لإقامة دولة فلسطينية، لكن كل ما تطمح إليه حاليا، هو أن تعمل أي إدارة مقبلة على وقف الحرب في غزة كما في لبنان.
وفيما كررت المرشحة هاريس التعهد بإنهاء حرب غزة، إلا أن واشنطن كثفت في الآونة الأخيرة التصريحات المؤيدة لإسرائيل، وسعيها إلى القضاء على حزب الله وقدراته العسكرية في لبنان، كجزء من المواجهة الأكبر مع إيران ونفوذها الإقليمي، ويتوقع لهذه المواجهة أن تزداد خطورة في حال فوز ترامب.
لكن هناك صراعات وملفات أخرى مرشحة لأن تشهد تطورات في المرحلة المقبلة، خصوصا إذا جدد ترامب إصراره على إلغاء الاتفاقات المتعلقة بمكافحة تغير المناخ، وكذلك إذا استأنف حرب الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية وكذلك الصينية، من دون نسيان قضية تايوان، التي تتطلع الصين إلى حسمها في غضون السنتين المقبلتين.