ترامب الفائز يريد انهاء الحروب الخارجية والانقسامات الأمريكية الداخلية
Description
ستبقى عبارة دونالد ترامب بعد إعلان فوزه مقياسا لسياساته الخارجية، إذ قال إن الولايات المتحدة لن تشن الحروب بل توقفها، وبالنسبة إلى الداخل الأميركي، قال إن الوقت حان لإنهاء الانقسامات، مشيرا إلى أن الأفارقة واللاتينيين والعرب والمسلمين دعموه، قاطعا بذلك مع خطاب الشحن العنصري.
وهذا ما عزز الاعتقاد بأن ترامب سيكون مختلفا في رئاسته الثانية، إذ أنه سيركز في السنوات الأربع المقبلة على إعادة الزخم إلى الحزب الجمهوري، كي يتمكن من إبقاء سيطرته على البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس.
ويرى كثيرون أن هذه المهمة لن تكون صعبة بعد الانهيار الذي أصاب الحزب الديمقراطي، جراء هزيمة مرشحته كمال هاريس، وعدم تمكنها من الحفاظ على التقدم الذي حققه الرئيس جو بايدن في الولايات المتأرجحة في انتخابات العام 2020.
لكن هل تغير ترامب فعلا في توجهاته الدولية؟
هذا ما كان الشغل الشاغل لمختلف العواصم أمس، وفور تأكيد فوز ترامب، ذهبت الأفكار الأولى إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اعتبره المراقبون الرابح الأول من العودة السياسية التاريخية للرئيس الجمهوري، ولا ينافسه في ذلك سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي كان أول المهنئين، بل أول سياسي أجنبي يهاتف ترامب ويعلن أنه بحث معه في التهديد الإيراني.
أما زعماء أوروبا الذين سبق أن دخلوا في خلافات مع ترامب في رئاسته السابقة، فكانوا على توافق مع بايدن، واستعادوا معه روح التحالف الغربي والأطلسي، خصوصا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنهم يتشاورون الان محاولين وضع الأسس لمواجهة المفاجئات والصفقات، التي قد يدهمهم بها ترامب في شأن أوكرانيا وسواها، ولا شك أن فوز الرئيس الجمهوري سيشكل دفعا جديدا لليمين المتطرف الأوروبي.
وأما التوقعات المتعلقة بالشرق الأوسط، فلن تتبلور عمليا قبل الربع الأول من السنة المقبلة، ما يعني أن الفرصة الممنوحة لنتانياهو ستبقى مفتوحة لتنفيذ أجندته في لبنان وغزة وفي الضفة الغربية أيضا، ولذلك سارع إلى إقالة وزير الدفاع، ليكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الشأنين العسكري والسياسي.
وفي الوقت نفسه، ضاعفت إيران استعداداتها العسكرية، لكنها تراجعت كما يبدو عن شن هجوم على إسرائيل قبل الانتخابات الأميركية، كما كانت قد توعدت.