الشرق الأوسط: بعد استياء شديد من إدارة بايدن الرهان كبير الآن على ترامب خصوصاً في مواجهة إيران
Description
بادرت الحكومات العربية إلى تهنئة دونالد ترامب الذي تربطه علاقات جيدة مع دول الخليج ومصر والمغرب منذ رئاسته الأولى، ولم تخف هذه الدول استياءها من الإدارة الأميركية الحالية، سواء لفشلها في وضع ضوابط للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، أو لأحجامها عن أي مبادرة لتفعيل إقامة دولة فلسطينية تنفيذا لحل الدولتين.
وكان لافتا أن الرئيس الفلسطيني شارك أيضا في تهنئة ترامب، بعدما كان أوقف كل الاتصالات مع إدارته بسبب طرحها ما عرف بصفقة القرن، التي لم تكن منصفة للفلسطينيين، بل أعطت إسرائيل نوعا من الترخيص لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
وكانت المنطقة العربية تعاملت بمشاعر مختلطة مع الحملة الانتخابية الأميركية، التي اقتصرت على خيارين غير واعدين، إلا أن التشاؤم من احتمال استمرار سياسات جو بايدن مع كامالا هاريس، انقلب إلى مشاعر أمله في أن يكون ترامب مختلفا هذه المرة كما يروج له.
وأظهر تحليل لنتائج التصويت أن العرب والمسلمين ساهموا في خسارة هاريس، ولاية متشغان التي حسمت الفوز لترامب.
وفي استطلاعات سريعة للقراء في الشرق الأوسط، أمكن أمس استنتاج أن المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة تنذر بمخاطر شديدة في المنطقة، لأن إدارة بايدن الحالية لم تعد قادرة على الضغط على إسرائيل وإيران، لوقف الحربين في غزة ولبنان، لكنها تعول فقط على القدرات العسكرية التي راكمتها في المنطقة بهدف معلن هو حماية إسرائيل من أي هجوم إيراني، فيما تقول إيران إنها لا تستبعد هجوما إسرائيليا أميركيا استثنائيا عليها، فضلا عن تحذيرها من استهداف حلفائها في العراق واليمن، في إطار الحملة المستمرة لتقليص نفوذها الإقليمي.
ورغم أن ترامب المرشح، كان أبدى قبولا وتفهما لسعي إسرائيل إلى توسيع مساحتها بالاستيطان، وتصميما على مواصلة مسارات التطبيع العربي الإسرائيلي، فإن دول الخليج ومصر قلصت أخيرا الفوارق بين مواقفها، عبر تحالف عربي دولي لدعم تحقيق حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية، كما دعمت توجها لتعزيز الدولة اللبنانية من خلال تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان، وتستعد أيضا للدعوة إلى إنهاء العقوبات الأميركية على النظام السوري.
لكن المسألة الرئيسية التي تغلب المراهنة على ترامب عربيا هي سياسته الحازمة ضد إيران والميليشيات الموالية لها.