تناولت الصحف الفرنسية مواضيع عدة لليوم 29 أيلول / سبتمبر 2025 من بينها لقاء نتنياهو وترامب ومناقشة خطة ترامب للسلام في غزة، كما إعادة إعمار سوريا، والأزمة التي تشهدها إيران بالتوازي مع عودة العقوبات، الى جانب الدور الذي تلعبه الروبوتات في الحرب الأوكرانية، ومهمة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو في وجه التحديات التي تشهدها البلاد.

ليزيكو: نتنياهو يدعو لقبول خطة ترامب للسلام في غزة 

تقول الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا هائلة قبيل لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيقدّم له خطة سلام مكونة من إحدى وعشرين نقطة تتضمن إطلاق سراح نحو 20 رهينة من حماس خلال ثمان وأربعين ساعة وانسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من غزة. 

وبينما تحظى الخطة بدعم ثلاثة أرباع الإسرائيليين، بما فيهم جزء من المعارضة الوسطية واليسارية، يعارضها زعيما الحزبين اليمينيين المتطرفين في الحكومة، مهددين بالاستقالة إذا نفذ نتنياهو الخطة.

تشير الصحيفة الى أن نتنياهو يجد نفسه أمام خيار صعب أما قبول الصفقة الأمريكية لدعم دبلوماسي وعسكري حيوي، أو المماطلة والمخاطرة بفقدان صبر الرئيس الأمريكي، وسط عزلة دولية متزايدة وإدانات متصاعدة لعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة.

وتذكر الصحيفة الى أن ترامب كان شدد على رفض أي ضم إسرائيلي للضفة الغربية، مما أثار قلق المستوطنين والمنظمات المؤيدة لهم. 

ليبيراسيون: في سوريا، إعادة إعمار البلاد تتراوح بين خطط كبرى وإصلاحات جزئية

يسعى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى إنعاش اقتصاد منهك بعد الحرب، معلنًا أن "بناء الاقتصاد مهمة كبرى"، وداعيًا إلى رفع العقوبات الأمريكية. إلا أنه رغم وعود سابقة ترى الصحيفة أن اندماج سوريا في النظام المالي العالمي ما زال معطلاً بسبب قيود قانونية. 

منذ سقوط نظام الأسد، تلقّت دمشق مساعدات خليجية لتغطية الرواتب وتوفير الوقود، لكن البحث عن مصادر دخل قاد إلى ترتيبات مثيرة للجدل مع رجال أعمال النظام السابق. 

فقد سلّمت شخصيات بارزة نحو 80% من ثرواتهم مقابل عفو وضمانات أمنية، ما وفر للسلطات أكثر من مليار يورو. 

هذه الترتيبات، التي يقودها مقربون من الشرع وعلى رأسهم شقيقه حازم، تكشف استمرار الغموض وغياب الشفافية، ويرى محللون أنها تشكل إعادة تدوير للنخب كما حدث في مصر وتونس، ما يثير مخاوف السوريين بشأن الرقابة والمحاسبة.

لوموند: إيران في أزمة قبل عودة العقوبات

منذ انتخابه رئيسًا لإيران كان وعد مسعود بزشكيان الأساسي هو استئناف الحوار مع الغرب ورفع العقوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.  لكن في الرابع والعشرين من هذا الشهر ظهر بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة متشائمًا ومتوترًا، موجهًا اتهامات إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. في موازاة ذلك وانتقد العقوبات الأوروبية والدولية مؤكدًا أنه لن "يستسلم أمام من وصفهم "بالمعتدين".

في طهران، يتزايد القلق بين المواطنين حيث ارتفع سعر الدولار متجاوزاً المليون ريال، واشتعلت أسعار الذهب والعملات، ما زاد من غضب الشعب في ظل تضخم بلغ أربعين بالمئة وبطالة متنامية وفقر واسع. 

تشير الصحيفة الى أن العقوبات الأميركية الجديدة تستهدف النفط، مصدر الدخل الأساسي، وفي هذا السياق يقول علي ألفونة الباحث في معهد دول الخليج العربية للأبحاث أن العقوبات أدت الى هروب جماعي لرؤوس الأموال وتسببت في ركود عام في التنمية الاقتصادية للبلاد. 

كل ذلك يكشف نظاماً مأزوماً، بين ضغط خارجي متصاعد واحتقان اجتماعي داخلي خطير بحسب الصحيفة. 

لوفيغارو: على الجبهة الأوكرانية، الروبوتات تزوّد الجنود بالإمدادات وسط «منطقة الموت»

على الجبهة الأوكرانية، أصبحت الطائرات المسيّرة والروبوتات الأرضية العمود الفقري لعمليات الإمداد في ما يُعرف بـ«منطقة الموت» في دونباس، حيث تتسبب الدرونات في سبعين بالمئة من الخسائر. 

يتولى الجنود مثل يوري، من كتيبة «ذئاب دافنشي»، نقل المؤن والذخيرة حتى نقاط وسيطة، ثم تُربط بحمولات على درونات «فامباير» أو مركبات برية مسيّرة قادرة على حمل حتى 300 كلغ، تُستخدم أيضًا لإجلاء الجرحى وجثث القتلى. هذا النظام قلل الخسائر البشرية بعد أن كانت الإمدادات تتم بسيارات مكشوفة بحسب الخبراء ما أكد خبراء عسكريون للصحيفة. ففي مراكز القيادة، تُتابَع العمليات عبر شاشات وأجهزة تحكم، فيما يقرّ القادة بأن الآلات لا يمكن أن تحل محل الجنود، رغم أنها باتت أساسية للبقاء. ورغم خسارة العديد من هذه الروبوتات يوميًا، يتم إصلاحها وتطويرها باستمرار لتأقلمها مع الحرب.

 لوفيغارو: سيباستيان لوكورنو والمهمة المستحيلة

صمود الحكومة سيباستيان لوكورنو في وجه التحديات الكبيرة التي تشهدها فرنسا هو موضوع تناولته معظم الصحف الفرنسية. وفي هذا الإطار تطرقت لوفيغارو في افتتاحيتها لما وصفته بقدرة اليسار الفرنسي على تحويل رغباته إلى "حقائق"، مستحضرًة شعارات ميتران عام 1981 وطموحات ميلينشون في 2022، ومشيرًة اليوم إلى ضريبة زوكمان كحل سحري مزعوم لكل الأزمات. 

يعتبر الكاتب أن إيمانويل ماكرون عزز هذا الوهم حين نصح كتلته بالتعاون مع الاشتراكيين، ما سيجعل أي اتفاق مكلفًا سياسيًا وماليًا، ويزيد الانقسام داخل الجمعية الوطنية. 

يشير المقال الى أن التحدي بالنسبة لسيباستيان لوكورنو، يتمثل في تجنب تكرار ما وصفه الكاتب "بالأوهام المالية" لليسار مع محاولة إيجاد حلول وسط في وقت يواجه رئيس الوزراء الجديد خطر انفجار التوازنات البرلمانية كما رفض المعارضة اليسارية واليمينية، ما يجعل مهمته تبدو شبه مستحيلة. 

وخلص الكاتب الى أن الأسبوع المقبل سيكون اختبارًا حاسمًا لقدرة لوكورنو على الصمود في ظل هذا الوضع الهش.

لوفيغارو: لماذا شكلت ألعاب باريس 2024 محطة تاريخية في الأولمبياد؟ 

شكلت ألعاب باريس 2024 محطة تاريخية في الحركة الأولمبية، حيث وُصفت بأنها من أفضل الدورات في التاريخ بفضل تنظيمها، طابعها الاحتفالي. على الصعيد المالي حققت مكاسب مالية تصل 76 مليون يورو. 

تميزت الدورة بأول ألعاب متساوية بين الجنسين، بمبيعات قياسية (12 مليون تذكرة) وافتتاح فريد في قلب المدينة، رغم التحديات الأمنية والمناخية. 

المشاهد المبهرة من برج إيفل، اللوفر، قصر فرساي عززت رمزيتها الثقافية. سُجّل خلالها 92 رقمًا عالميًا، وشهدت أول ماراثون جماهيري سمح للمواطنين بالمشاركة في أجواء الأولمبياد. تقول الصحيفة أن الدورة رسخت نموذجًا بيئيًا مستدامًا قائمًا على البنية التحتية القائمة، ونالت إشادة اللجنة الأولمبية الدولية. غير أن التحديات المالية والبحث عن رعاة جدد بعد الألعاب ما زالت قائمة.