من أبرز الملفات التي ركزت عليها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم19 سبتمبر أيلول 2025 ملف حل الدولتين من خلال المقابلة التي أجراها الرئيس الفرنسي مع القناة الاسرائلية وأيضا مقال في صحيفة لوفيغارو ينتقد هذه الخطوة إضافة لملف أزمة العسكريين الاحتياطيين داخل الجيش الاسرائيلي وتحقيق حول رحلة ثلاث نساء فرنسيات في فضاء التطرف الديني.

صحيفة ليبيراسيون: الحرب على غزة تدمر صورة إسرائيل وتزيد عزلة تل أبيب الدولية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه تحذيرًا شديد اللهجة لإسرائيل وقال إن استمراراها في الحملة العسكرية على غزة لا يمسّ الصورة الرمزية فحسب، بل مصداقيتها على الصعيد الدولي

 ليبيراسيون ترى أن هذا الموقف يمثّل محاولة رسمية لتصحيح التوازن الأخلاقي، وتلبية منتقدي إسرائيل في الداخل والخارج، خاصةً في ظلّ الاستياء المتزايد من كثرة الضحايا المدنيين والأضرار المعنوية للمجتمع الدولي.

في الوقت ذاته، المركزية العسكرية التي اعتمدتها إسرائيل – والتي وصفها ماكرون بأنها "نتائج أمنية فريدة لا تكفي لتبرير الكم الهائل من الخسائر والانتقادات، إذ أن الخطاب العسكري وحده بدأ يفقد صوابه الاستراتيجي عندما يصبح التصعيد لا يقدّم خطة سياسية واضحة للخروج من الأزمة. ويُضاف إلى هذا أن تحذيرات ماكرون تأتي قبل لحظة دبلوماسية مهمة: اعتراف فرنسا بفلسطين في الأمم المتحدة، ما يجعل كل كلمة تُقال تُقاس بأكثر من بعدها السياسي فهي تُمثّل أيضًا تمرينًا في الحُكم الداخلي وتوجيه الرأي العام

لوفيغارو: بين طمأنة المسلمين وتجاهل مخاوف اليهود: هل يخاطر ماكرون بوحدة فرنسا؟

تشير الصحيفة إلى أن قرار اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية رغم أهميته الدبلوماسية، يبدو مدفوعًا أيضًا بحسابات سياسية داخلية يسعى من خلالها ماكرون الى تهدئة التوتر مع المسلمين الفرنسيين، بينما يتجاهل تزايد القلق والخوف الذي يعانيه اليهود في فرنسا.

ويرى الكاتب أن الاهتمام الحقيقي يجب أن يُوجَّه إلى شعور اليهود الفرنسيين بـالتخلي عنهم إذ يُفكر نصف اليهود الفرنسيين في الهجرة، ويعيش كثير منهم في خوف دائم، ويخفون هويتهم في الأماكن العامة والمدارس وأماكن العمل.

ويُحمّل الكاتب التيارات اليسارية، خصوصًا اليسار الراديكالي، مسؤولية تجدد الكراهية ضد اليهود، الذي، أصبح حسب رأيه، متواطئًا بشكل غير مباشر مع دعايات حماس.

كما ينتقد الكاتب توقيت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي يتزامن مع رأس السنة اليهودية، ويصفه بأنه "استفزازي"، متسائلًا: إن كان ماكرون يسعى إلى طمأنة المسلمين، فلماذا رفض في نوفمبر 2023 المشاركة في المسيرة ضد معاداة السامية بحجة الحياد؟

صحيفة لوموند: إسرائيل تواجه تمردا صامتا:جنود الاحتياط بين الواجب والرفض

في تحقيق خاص أجرته لوموند من القدس وتل ابيب يتضح أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية متفاقمة في صفوف الاحتياطيين العسكريين، الذين يشكّلون العمود الفقري للقوات البرية. رغم استدعاء عشرات الآلاف للمشاركة في العمليات الجارية في غزة، تشهد المؤسسة العسكرية حالة من التوتر المتزايد، مع تزايد أعداد الجنود الذين يرفضون العودة للخدمة، أو يتغيبون لأسباب توصف بـ «الشخصية" لكنها تعكس رفضًا ضمنيًا لاستمرار الحرب.

تعبّر شريحة متنامية من هؤلاء الجنود عن فقدان الثقة في القيادة السياسية، وتحديدًا في حكومة بنيامين نتنياهو، متهمين إياها باستغلال النزاع لتحقيق أهداف داخلية، في ظل غياب استراتيجية خروج واضحة، وارتفاع الكلفة الإنسانية للحرب، خصوصًا على المدنيين الفلسطينيين.

في المقابل، لا تزال مشاعر الولاء للوطن والهوية العسكرية قوية لدى بعض الجنود، لكن لوموند ترى أن هذا الانقسام المتنامي يعكس تصدّعًا عميقًا في الإجماع الوطني الإسرائيلي حول شرعية وجدوى الحرب. 

كما أن إرهاق الجنود نفسياً واقتصادياً قد يُهدد بتقويض قدرة الجيش على مواصلة العمليات البرية، ويُعمّق من أزمة الثقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية.

لييراسيون: زيارة ترامب بين المملكة المتحدة بين الفخامة الملكية والانتفاضات الشعبية

في تقرير خاص لصحيفة «ليبيراسيون»، تبرز زيارة دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة الوجه المظلم خلف البهرجة الملكية والفخامة التي رافقت الحدث. رغم الاستقبال الرسمي الفخم والتنظيمات الأمنية المشددة، لم تكن الزيارة سوى مسرحية سياسية تهدف إلى إخفاء الانقسامات العميقة بين لندن وواشنطن.

 الاحتجاجات الشعبية الحاشدة، التي ضمت ناشطين، نوابًا وبرلمانيين، كشفت عن رفض واسع لهذه الزيارة، معتبرين أن التكريم الممنوح لترامب يكرّس خطاب التطرف ويغض الطرف عن سجلّه المثير للجدل.

أما على الصعيد السياسي،تعلق صحيفة ليبيراسيون  فقد بدت المباحثات رسمية لكنها متوترة، مع خلافات عميقة حول قضايا جوهرية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسياسة الهجرة، ما يؤكد أن التعاون بين الطرفين ليس بالسلاسة التي يرغب فيها الطرفان.

وتضيف الصحيفة انه  وعندما أُرجئت محادثات تجارية هامة، ظهر جليًا أن الفخامة لم تخفِ هشاشة التحالف وغياب توافق حقيقي، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الزيارة التي جاءت أكثر كعرض فخم منها كخطوة استراتيجية فعالة

لوموند: من فرنسا إلى الرقة رحلة ثلاث نساء في ظلال تنظيم الدولة الإسلامية 

صحيفة لوموند سلطت الضوء على قصة ثلاث نساء فرنسيات، هن كرستين ألين وابنتا زوجها جينيفر ومايالين، خضن رحلة طويلة ومعقدة نحو التطرف الجهادي بدأت منذ أوائل الألفية الثانية. نشأت النساء في بيئة دينية متشددة بمدينة تولوز ضمن شبكة مغلقة، قبل أن تمتد هجرتهم إلى القاهرة، حيث تعمق التزامهن الديني في أجواء السلفية المتشددة خاصة خلال الثورة المصرية عام 2011 وصعود جماعة الإخوان المسلمين.

تشير الصحيفة إلى أن تأثير "الإمير الأبيض" في أرتيغات، جنوب فرنسا، كان عاملاً رئيسياً في استقطابهن للجهاد، قبل أن ينتقلن إلى الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية، حيث بقين حتى عام 2017 قبل الانتقال إلى مناطق أخرى في سوريا.

 اعتقلتهن السلطات التركية وأعيدن إلى فرنسا عام 2019 ويواجهن الآن محاكمة بتهم الإرهاب، وسط نقاشات مستمرة حول صعوبة إعادة دمج العائدين من مناطق النزاع وأبعاد ظاهرة الجهاد النسائي في أوروبا