أزمة المياه بين الهدر والتغير المناخي: قراءة علمية للدكتور عبد الإله خنيبة في التحديات والحلول
Description
استضاف برنامج ضيف كافيه شو الدكتور عبد الإله خنيبة، أستاذ الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بجامعة الحسن الأول في المغرب، في لقاء تناول القضايا الراهنة المرتبطة بالمياه، هدرها، إدارة الموارد المائية، ودور السدود في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تعرفها المنطقة.
أكد الدكتور خنيبة أن أزمة المياه لم تعد أزمة نقص طبيعي فقط، بل أزمة إدارة وتخطيط بالدرجة الأولى، مشيرًا إلى أن نسبًا كبيرة من الموارد المائية تُهدر بسبب ضعف البنية التحتية، وتسربات الشبكات، إضافة إلى أنماط الاستهلاك غير الرشيدة، خصوصًا في القطاع الزراعي الذي يُعد المستهلك الأكبر للمياه.
وتحدث الضيف عن أهمية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) كأداة استراتيجية في فهم توزع الموارد المائية، ورصد الهدر، والتنبؤ بالمخاطر المرتبطة بالجفاف والفيضانات، مؤكدًا أن القرار المائي السليم يجب أن يستند إلى بيانات دقيقة وتحليل علمي، لا إلى اعتبارات ظرفية أو سياسية.
وفيما يتعلق بالسدود، أوضح الدكتور خنيبة أن السدود ليست حلًا سحريًا لأزمة المياه، بل هي جزء من منظومة متكاملة، مشيرًا إلى تحديات حقيقية تواجهها، من بينها التبخر، الترسبات، وتأثيرها البيئي والاجتماعي. كما شدد على ضرورة إعادة تقييم نماذج السدود التقليدية، والتوجه نحو حلول أكثر مرونة واستدامة.
كما أكد الضيف على أن التغير المناخي يفرض واقعًا مائيًا جديدًا يتطلب مراجعة شاملة للسياسات المائية، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتبني ثقافة ترشيد الاستهلاك على مستوى الأفراد والمؤسسات.
اختُتم اللقاء بالتأكيد على أن الأمن المائي هو قضية سيادية وتنموية في آن واحد، وأن الاستثمار في العلم، البحث، والتخطيط طويل الأمد هو السبيل الوحيد لضمان حق الأجيال القادمة في المياه




