برنامج "الصحة المستدامة" يستضيف د. رضوى فرغلي، الاختصاصية في الأمراض النفسية والعلاقات الزوجية، لفتح الملف التالي: ما هو التصرف الامثل لمواجهة المشاكل اليومية والضغوطات بحكمة؟

دراسة تشير الى ان الضغوطات النفسية تؤدي الى تغيرات بنيوية في الدماغ

أشارت دراسة طبية اجريت في معهد كارولينسكا في السويد وجامعة ستوكهولم، الى أن الضغوطات النفسية طويلة المدى قد تغير بنية الدماغ.

إذ قارنت الباحثة إيفانا سافيك بالتعاون مع فريقها أدمغة أشخاص يعانون من ضغوط نفسية طويلة المدى بسبب العمل مع أدمغة أشخاص أصحاء من خلال ستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. واكتشف الفريق وجود اختلافات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه، واتخاذ القرار ،والذاكرة والعواطف.

كما لاحظوا أن القشرة الأمامية الجبهية لدى الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي كانت أقل سُمكا منها لدى الاشخاص الأصحاء، بينما كانت لوزة الدماغ أكثر سمكا. وهنا تجدر الاشارة الى ان ترقق القشرة الأمامية الجبهية يرتبط بتدهور القدرة على التحكم في العواطف.

وبعد إخضاع الأشخاص الذين يعانون من ضغط نفسي لبرنامج علاجي تأهيلي لمدة ثلاثة أشهر، لاحظ الباحثون أن القشرة الأمامية الجبهية أصبحت أكثر سمكا، وهذا يدل على أن الضغط النفسي هو المسؤول عن هذا التغير الذي طرأ على سُمكها.

هذا وأشارت دراسات أخرى إلى أن زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الدم الذي ينتجه الجسم استجابة للضغوط يؤثر سلبا على الذاكرة ويؤدي إلى ترقق أجزاء من الدماغ، لدى الشباب وكبار السن على حد سواء.

وقد تعود تلك التغيرات في بنية الدماغ إلى قدرة أدمغتنا الاستثنائية على التكيف مع الوظائف المطلوبة منها.

وقد يعاني المرء من الضغوطات النفسية بسبب نمط التفكير أو طريقة نظرته للأمور. وهذا يبدو واضحاً في تأثير اجترار الأفكار السلبية على النفس. إذ أن إعادة تمثيل الحدث المثير للانفعالات في الذهن قد تنشط نفس المناطق في الدماغ التي تنشطها الأحداث والمواقف المسببة للضغوط النفسية، ما قد يضع الجسم في حالة تأهب دائمة للاستجابة للضغوط الداخلية والخارجية.

واخيرا نشير الى ان تمارين التأمل وأساليب التنفس تساعد عامة في التحكم في الضغط النفسي، إذ تعمل على تحسين القدرة على التحكم في الانفعالات وتقلل استجابة الجسم للضغوطات وتعجل في الشفاء من تأثيرها، رغم أن بعض الأبحاث أشارت إلى أن تدريبات التأمل قد تشجع البعض على اجترار الأفكار السلبية.

المزيد من التفاصيل عبر الرابط أعلاه.