ترحيب ترامب المفاجئ بموافقة حماس يربك نتنياهو ويكشف عمق الضغوط الدولية لإنهاء حرب غزة
Description
إسراع الرئيس دونالد ترامب بالترحيب بالموافقة المشروطة لحركة حماس لخطته إنهاء الحرب في غزة، ومطالبته العلنية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بوقف الهجمات الإسرائيلية، فاجأ نتنياهو الذي كان يأمل برفض حماس للخطة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تحقيق إسرئيل لكامل أهدافها العسكرية.
تعرضت إسرائيل وحركة حماس في الأسابيع الاخيرة إلى ضغوط إقليمية ودولية قلصت من قدرتهما على مواصلة أطول حرب بين إسرائيل وطرف عربي. هذه الضغوط أتت من دول معادية وحليفة للطرفين. خلال هذه الفترة لم يخف الرئيس ترامب إحباطه وغضبه من السلوك المتهور لنتنياهو، كما بدا من رد فعله على الهجوم الإسرائيلي ضد قادة حماس في قطر، ولم يتردد في تحذير وتهديد حماس بالجحيم إذا لم تقبل خطته.
من الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إنهاء حرب غزة. ورحب بقبول حماس لخطته، وغالى في الترحيب لحد وصف ذلك اليوم بأنه ربما الأهم في تاريخ الحضارة. كما يريد ترامب إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما أيضا الحصول على جائزة نوبل للسلام.
العزلة الدولية التي واجهتها إسرائيل خلال حرب السنتين بدت سافرة عندما خرج عشرات الديبلوماسيين من جميع أنحاء العالم من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتجاجا على خطاب نتنياهو وسياساته.
وللمرة الأولى، قامت دول حليفة تاريخيا لإسرائيل مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا بتحدي واشنطن والاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.
وشكر الرئيس ترامب في شريط الفيديو الذي سجله في البيت الأبيض الدول التي ساهمت في صياغة خطته، وذكر بالتحديد قطر والسعودية والاردن ومصر وتركيا. ولكن ترامب تجاهل ذكر إسرائيل أو نتنياهو.
في المقابل، أدى دعم الدول العربية والمسلمة التي اجتمع قادتها مع الرئيس ترامب في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة، لخطة ترامب، على الرغم من تحفظهم على التعديلات التي أدخلها نتنياهو على النص، وضعت حركة حماس أمام خيارين :الرفض المستحيل أو القبول المؤلم.
سوف تشهد الأيام والأسابيع المقبلة مفاوضات حساسة وصعبة بين حماس وإسرائيل عبر الولايات المتحدة وقطر ومصر لتوضيح البنود الغامضة في خطة ترامب، ومن بينها على سبيل المثال مصير سلاح حماس، ودورها في المستقبل، ورفض نتنياهو الواضح للدولة الفلسطينية في خطابه في الأمم المتحدة، وقبول خطة ترامب التي تتضمن خريطة طريق مشروطة تؤدي إلى مثل هذه الدولة، وأيضا مدى استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من غزة.
وسوف يجد نتنياهو نفسه في مواجهة ضغوط داخلية من شركائه في الحكومة الذين تعهدوا بالتخلي عنه إذا نفذ خطة ترامب، وضغوط دولية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إضافة إلى الدول العربية والمسلمة بعد الترحيب العالمي بالخطة.
عزلة إسرائيل في العالم، تقابلها عزلة غير مسبوقة في الولايات المتحدة. وتبين استطلاعات الرأي المختلفة انحسار التأييد لإسرائيل في مختلف القطاعات. وجاء في استطلاع لصحيفة واشنطن بوست أن واحد وستين بالمئة من اليهود الأميركيين يقولون إن إسرائيل تمارس جرائم حرب في غزة، وأربعين بالمئة منهم يعتقدون أن إسرائيل ترتكب حرب إبادة ضد الفلسطينيين.
وأظهر استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز تحولات جذرية وسلبية تجاه إسرائيل بسبب ممارساتها ضد الفلسطينيين، وخاصة في أوساط الناخبين الديموقراطيين.
وللمرة الأولى أيد خمسة وثلاثين بالمئة الفلسطينيين، وأربعة وثلاثين بالمئة إسرائيل. وطالب حوالي ستين بالمئة إسرائيل بإنهاء الحرب ضد غزة حتى إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن أو القضاء على حماس. ويعارض حوالي سبعين بالمئة من الناخبين الشباب تزويد إسرائيل بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية. وللمرة الأولى صوتت أكثرية الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ على وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.