مخاطر حرب المسيرات حول أوكرانيا
Description
تمثل اختراقات الطائرات الروسية بدون طيار المجالات الجوية لبولندا ورومانيا خطوة أخرى في التصعيد المدروس من جانب روسيا، التي تحاول تعزيز ميزتها من خلال الضغط على حلف شمال الأطلسي واختبار نقاط ضعفه.
وهذا التوتر الذي يمس الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ، تزامن مع مناورات عسكرية بين روسيا وبيلاروسيا على حدود بولندا التي اعلنت بدورها حالة الطواريء الشاملة.
ازاء هذا الوضع، كانت فرنسا أول دولة أوروبية وأطلسية تبادر لارسال ثلاث طائرات رافال لإسناد وارسو . وأخيراً أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائراتها ستنضم إلى القوات المتحالفة، بما في ذلك قوات الدنمارك وفرنسا وألمانيا والتشيك في مهمة " الحارس الشرقي" والتي تشمل طائرات مقاتلة أوروبية إضافية وسفينة حربية وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى مهمة حفظ الأمن الجوية الحالية والدفاعات الأرضية.
وقد جاءت هجمات الطائرات المسيرة في الوقت الذي يدرس فيه حلفاء أوكرانيا، المتحدون في "تحالف الراغبين"، نشر قوة طمأنة من جنود أوروبيين على الأراضي الأوكرانية في حال وقف الأعمال العدائية. وقد أعلنت روسيا أن هذا يُعدّ خطًا أحمر.
من البديهي أنّ تفاقم حرب المسيرات، من شأنها أن تؤدي إلى " تحويل حرب أوكرانيا إلى حريق هائل في أوروبا بأكملها"، حسب المقاربة الحذرة لتطور حرب أوكرانيا منذ 2022 إلى هذه الحقبة.
إن نقطة الضعف الرئيسية التي كشفتها تحليقات الطائرات الروسية المسيرة هي نقطة ضعف سياسية، وتنبع من غموض موقف الرئيس الأمريكي. فقد بدا دونالد ترامب مترددًا في الاعتراف بحقيقة هذه التوغلات أو التفكير في عواقبها، على عكس سفيره لدى الناتو. ومن المرجح أن يُقوّض هذا التردد المبدأ الأساسي للحلف: تضامن أعضائه في مواجهة أي عدوان. وهذا تحديدًا هو الهدف الذي يسعى إليه فلاديمير بوتين.
لذا ينبغي أن يتولى الأوروبيون مسؤولية دفاعهم وتخصيص الموارد اللازمة له، حتى لو تطلب ذلك اتخاذ قرارات صعبة. ويشكل إعلان الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، عن مهمة جديدة، أُطلق عليها اسم "الحارس الشرقي"، من أجل توفير مرونة أكبر في الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف، عنصرًا أوليًا من عناصر الاستجابة.
هكذا يبدو التاريخ أحياناً وكأنه يتسارع. اذ لا يستبعد ان يتوسع الصراع في أوكرانيا وحولها إذا لم تنجح خطط الرئيس دونالد ترامب بعد قمة ألاسكا في ايجاد مخرج او تسوية تقود إلى تجميد الوضع الحالي .
في حال التوسع يزداد الربط بين الامن الأوروبي والامن الاوكراني وتُصبح أوروبا بأسرها في خطر في مواجهة العدوان الروسي، من هنا يحذر بعض الاستراتيجيين الأوروبيين من التسويف والمماطلة في الاستجابة لأنه مساً بمصداقية أوروبا وأمنها.