قرية رميش: تشبث بالأرض ورسائل تضامن ضد الحرب على الجنوب
Description
لم يترك سكان رميش بلدتهم على الرغم من وقوعها عند الخط الأزرق وتعرّض أطرافها للغارات والقصف المدفعي المكثف والعنيف، بل على العكس، صمّموا على البقاء في أرضهم ومنازلهم حفاظًا عليها- كما يقولون- وإيمانًا منهم بأنّهم دعاة سلام، وأنّ بلدتهم يجب أن تكون محيّدة عن كلّ الصراعات.
لم تلتفت لهم الدولة في هذا "الاختبار الصعب"، فقرّروا أن يواجهوا بأنفسهم ويتأقلموا مع حياة استثنائيّة ربّما تمتدّ سنة أخرى.
تقع بلدة رميش على بعد كيلومترين من الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتبعد عن بيروت حوالي 135 كلم.
هي القرية الحدوديّة الوحيدة في القطاعين الغربي والأوسط التي رفض أهلها مغادرتها منذ حرب الإسناد، ولم يُطلب منهم ذلك مع بدء العمليّة البريّة المحدودة في لبنان، فتشبثوا بأرضهم، وحاولوا أن يتأقلموا مع حياة استثنائيّة فرضتها التطورات الأمنيّة والإقتصاديّة عليهم، وأبوا أن يتخلّوا عن جيرانهم الذين هُجّروا قسرًا فاستقبلوا نازحين من عين ابل، دبل، يارون والقوزح.
" نزلنا حوالي 350 شخصًا على رميش، قسم كتير كبير استقبل ببيوت برميش، اهل رميش رحبوا فينا بشكل كتير كبير، وفي عدد راح على دير سيدة البشارة، بالدير في "كانتين" كبير في موظفين هني بيهتموا بتحضير الأكل. "
6000 إلى 6500 شخص ما زالوا موجودين في رميش، ورغم محاصرتهم من الجهات كافّة، يحاولون بشتى أنواع الطرق تأمين حاجاتهم الأساسيّة بعد فقدان مخزونها، وتنظيم المواكب السيارة إلى العاصمة إحداها.
" أكيد في عنا كتير حاجيات بدنا ياها من المدن، وخاصة الخضار، الفواكه، الطحين، الخبز والأدوية أحيانًا، والحليب للأطفال، هالكونفوابات كانت تصير بالاتفاق مع الجيش اللبناني وبطريقتو مع "اليونيفل" وأكيد في علاقات ما بين "اليونيفل" وكل الأطراف، كان مسموح لنا نعمل "كونفوا" مرة كل أسبوع وأكثر شي الجيش اللبناني و لحد هلأ من بعدما اشتدّت الحرب بعدو بيآزر "الكونفوا" اللي بيجيب المحروقات أوالطحين."
ولأنّ التعليم حقّ أساس لتلاميذ البلدة، لم يقبل الأهل والمعنيّون بإضاعة سنة دراسيّة جديدة عليهم، فاتّخذوا القرار.
"القرار اتخذ بفتح المدرسة حضوريًّا بعدما الوضع الأمني أصبح مقبول، يعني خطوط الاشتباكات بعدت عنا، الأهل كان الن الدور الأكبر بفتح المدرسة لأن هني خمسونا دفعونا وشجعونا وبالفعل كانت خطوة ناجحة جدا جدا. التلاميذ متشوقين للمدرسة، بيقعقدوا بصفوفن فرحانين، بيجوا على الملعب عيونن عم تضحك. في مرات بيسمعوا صوت قذايف أو صواريخ خاصة الاعتراضية، ما عادوا يخافوا تعودوا، يمكن يعملوا فوضى صغيرة بس قوام(بسرعة) بيهدوا. "
"الدولة غائبة عنا، ولكنّنا عازمون على البقاء وحماية أرضنا ومنازلنا ولو باللحم الحي، فنحن دعاة سلام"، قال أبناء رميش كلمتهم ومضوا في تنفيذها.