الصحفيون الفلسطينيون: في غزة رغم لهيب الحرب ومقارعة الجوع والعطش.. بقيت التغطية مستمرة
Description
منذ أن اندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر العام الماضي، خاض الصحفيون الفلسطنيون أشرس معركة إعلامية في ظل ظروف قاسية ومخاطر محدقة أودت بحياة أكثر من 190 صحفياً، وأعتقل وأصيب العشرات منهم، ناهيك عن فقدانهم لمعداتهم وأبسط مقومات الحياة . الروبورتاج من إعداد مراسلنا في قطاع غزة وسام أبو زيد.
وكان الصحفي الفلسطيني يكابد يومياً من أجل الحصول على لقمة الطعام والماء في خيام النازحين شمال وجنوب القطاع، إلا أنه بقي يمتشق الميكروفون ويواصل عمله في نقل الأحداث بكافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وكان من بينها صوت مونت كارلو الدولية رغم انقطاع الإنترنت والكهرباء.
بسترته الواقية من الرصاص والتي يؤمن بانها لن تحميه أبدا من القذائف والصواريخ، لم يتوانى الصحفي وليد عبد الرحمن عن مواصلة عمله الصحفي لنقل الخبر عبر الشاشات ليلاً نهاراً، لينقل أهوال الحرب. رغم نجاته مع أطفاله من قصف استهدف منزله شمال القطاع بصاروخ لم ينفجر:
منذ بداية الصراع في غزة. تم استهداف منزلي في اليوم الثالث لبدء الصراع. نجونا بأعجوبة بسبب عدم انفجار الصاروخ. أنا وكل من في المنزل، الصحفي الفلسطيني أينما ذهب ينقل نجاحاته ولكن يتم استهدافه وهو في نيشان القناص الإسرائيلي.
أما الصحفي ابراهيم لبد والذي بقي في شمالي القطاع، لم ينزح إلى المناطق الجنوبية، لا زال يمتلك الميكروفون وهو يتضور جوعاً في ظل نقص المواد الإغاثية. ويعيش كباقي الفلسطينيين بحثا عما يسد رمق جوعه وجوع زوجته وطفليه ما استطاع إليه سبيلا:
رغم المجاعة التي كانت فيها حتى هذه اللحظة. يعني احنا بنعيش اسوأ الاحوال اللي هي يعني ممكن نحكي عنها اللي هو الاكل. يعني بجهد بسيط جدا نحاول ننقل الرسالة من شمال قطاع غزة. ننقل معاناة الناس ننقل الاحداث. ننقل حالة المستشفيات اللي كان صعب جدا.
ولكن مئات الصحفيين الذين اضطروا للنزوح وسط وجنوبي القطاع انشأوا تجمعات قرب المستشفيات للحصول على الكهرباء والانترنت ويعيشون مع عائلاتهم بالخيام، ويواصلون عملهم في نقل الخبر بالقلم والصوت والصورة، ويبحثون عن مصادر الحياة كالمياه والدقيق والطعام لأبنائهم، وهو ما يؤرق الصحفية صفاء الغلاييني التي تعيش مع ابنها في خيمة بمدينة خانيونس:
مع بدء أحداث السابع من أكتوبر بدأت معها رحلة جديدة فرضت علي وعلى ابني واقع جديد وحياة غير التي تعودنا عليها على كافة الأصعدة سواء كانت المهنية أو العائلية. طبعا العدوان اشتد فكان قرار النزوح لابد منه، لينتهي بنا المطاف أنا وابني في خيمة بسيطة على إحدى أرصفة مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. طبعا كل هذا الوقت ما غبت ولا دقيقة عن الميدان، وكنت على رأس عملي منذ اليوم الأول لبدء الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وإيمانا بواجبها الإعلامي، بقي صوت مونتي كارلو من بين وسائل الإعلام العالمية التي لا زالت تنقل أحداث غزة يوميا، رغم انقطاع الكهرباء والانترنت في كثير من المحافظات شمالا وجنوبا وعلى مدار ثلاثة عشر شهرا من الحرب.