لبنان: العائدون الى ضاحية بيروت بلا مأوى ويبحثون عن الأمان بين الأنقاض
Description
في ضاحية بيروت، تلتقي معاناة الفقدان بالأمل وتتقاطع قصص العائدين من هول الحرب، ليبحثوا عن بيت تم تدميره أو قريب أو حبيب قضى تحت الركام. مراسلتنا في بيروت تريز جدعون كانت هناك وعادت بهذا الريبورتاج.
بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بدأ أهالي الضاحية الجنوبية بالعودة إلى منازلهم التي تحولت إلى خراب. لا جدران صامدة تقي من البرد، ولا كهرباء متوفرة تنير عتمة الشوارع المقفرة، المياه شحيحة لا تسد الرمق ، والحياة اليومية صراع من اجل البقاء.
العائدون يحتاجون إلى مقومات الحياة اليومية وإلى مساندة عميقة لا تتوقف عند الطعام والغذاء والدواء بل تتجاوزه إلى إعادة إحياء أرواحهم المنهكة والعمل على معاناتهم النفسية بعد ان فقدوا أحباءَ مدنيين، لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا هناك. والأطفال هم أكثر من يحتاج إلى هذه الرعاية.
خلود الخنسا طبيبة نفسية تشرح عبر مونت كارلو الدولية بعض المخاطر النفسية للحروب، وتؤكد ان العائدين يعانون من آثار جانبية للصدمة التي تعرضوا لها.
رغم الجراح التي خلفتها الحرب يحاول العائدون إعادة بناء حياتهم ويواجهون التحديات اليومية، إذ ولدت من جديد بعض المحال التجارية والمرافق الضرورية وسط غياب تام للدولة اللبنانية عن المشهد .
العودة إلى مسقط الرأس المدمر ليست عودة جغرافية فحسب، بل هي محاولة لإعادة إعمار الذاكرة و الوجود.