من بين المواضيع التي ركزت عليها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 13ايلول /سبتمبر /2025 قضية الاعتراف بدولة فلسطينية، وفي لومند نقرأ شهادة مثقفين زارا غزة عام 2005 وانتقلا خلال الحرب الأخيرة للعيش في فرنسا، بالإضافة لمصير البدو بعد احداث السويداء في سوريا وهو موضوع تطرق إليه ليبراسيون، ونمر إلى ليزيكو التي فنّدت تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا، وفي ليزيكو نقرأ كذلك كيف خلق الذكاء الاصطناعي حرب جديدة على متصفحات الويب.

ليبيراسيون

الاعتراف بفلسطين: مشروع محمود لكن الأولوية تبقى لوقف حمام الدم في غزة

تعتبر الصحيفة ان الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة دبلوماسية لافتة، و مشروع محمود تتزعمه كل من فرنسا و السعودية و قد  حظي بتأييد دولي واسع خلال جلسة للأمم المتحدة، تمهيدًا لمؤتمر دولي حول حل الدولتين يُعقد في 22 من الشهر الحالي بنيويورك. 

يسعى المشروع إلى إشراك دول الخليج كضامنين إقليميين، مما قد يضغط على الولايات المتحدة لتعديل موقفها، خصوصًا في ظل مصالحها الاستراتيجية مع السعودية واتفاقات أبراهام.

لكن هذا المشروع يواجه في المقابل، بحسب ليبيراسيون  رفضًا قاطعًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين وبمعارضة شرسة من اليمين الإسرائيلي.ايضا تزامنًا مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وضربة استهدفت قطر، ما ينذر بتصعيد إقليمي خطير

ورغم الزخم الدولي للمبادرة، الفرنسية-السعودية ترى صحيفة لييراسيون أن الأولوية الفعلية يجب أن تكون لوقف الحرب وإنهاء المجازر في غزة،و ان  التحرك الفعّال يتطلب ضغطًا دوليًا وعربيًا حقيقيًا، وتوقفًا فوريًا لإراقة الدماء

لوموند 

نوآم بن زئيف ويائيل بيرلوف، مفكران إسرائيليان يتساءلان هل من كلمات تصف الرعب الذي نلحقه بغزة؟

نوام بن-زئيف وياعيل بيرلوف، مثقّفان إسرائيليان مقيمان اليوم في فرنسا، وقّعا مقالا مؤثرا يصفان فيه تحول الحب والاقتراب من أهل غزة إلى ألم وامتعاض ويطلقان نداءاً أخيراً لأنسنة السياسة ووقف الجحيم الذي يعانيه الفلسطينيون

بناء على تجاربهما الثقافية ومشاريع التعاون بين طلاب إسرائيليين وفلسطينيين بنى المفكران اليهوديان صداقات عميقة مع غزيين شهدوا معهُم شظف العيش والحصار بعد استيلاء حماس في 2007 والحروب المتكررة

يسترجع الكاتبان زيارتهما إلى غزة عام ألفين وخمسة قبل وصول حماس إلى الحكم حيث استقبلهما الناس بفرح، وشاركاهم الحياة اليومية للغزيين من شواطئ القطاع إلى مكتباته إلى مركز الموسيقى، إلى سينما ناصر التي احترقت اليوم حيث يحتفظ يائيل بصورة لها

من هذا التاريخ نشأ شعور بالمسؤولية تحوّل إلى توبيخ ذاتي ووطني حيث يربط المفكران بين جرح التاريخ اليهودي (مأساة الهولوكوست) واستجابة إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.. ويريان أن الرغبة في الانتقام أدت لعنف يرقى وفقهم إلى جرائم جسيمة بحق شعبٍ كامل

الكاتبان قررا مغادرة إسرائيل كنوع من المقاومة المدنية.. تنقل عنهما اليومية الفرنسية أن المنفى في فرنسا خيار أخلاقي كي لا نساهم بما يرتكب باسمنا كيهود وتختم الصحيفة بمناشدتهما أوروبا: أنقذوا غزة الآن — فبإنقاذها تُنقَذ إسرائيل كذلك.. 

ليبيراسون 

من هم البدو الذين كانوا في قلب موجة العنف خلال  احداث السويداء  و ماذا عن مصيرهم بعد الصراع 

الصحيفة عادت في هذا المقال الى التعريف باصل  البدو في السويداء و تقول انهم  ينتمون إلى قبائل عربية سنية جاءت من الجزيرة العربية إلى سوريا خلال العهد العثماني في القرن 18. كانوا رُحّلاً ورعاة، ثم استقروا تدريجيًا منذ خمسينيات القرن الماضي، واشتغلوا بالزراعة والتجارة

اما عن العلاقة بين الدروز والبدو تشير الصحيفة الى ان ها كانت متوترة تاريخيًا، تفاقمت بفعل الخلافات على الأراضي الزراعية والمراعي، ، وسط تردي اقتصادي وانتشار السلاح، ما أدى الى تفجّر العنف بشكل غير مسبوق. بين الطرفين، فيما فشلت جهود الوساطة في احتواء الأزمة.

وبعد  احداث يوليو الماضي أي بعد القتال،تتسائل  لييراسيون عن مصير البدو و تذكر في هذا المقال  انه  تم طرد معظم البدو  من السويداء،بسبب المعارك  وهم الآن لاجئون في درعا وريف دمشق (مثل السيدة زينب) حيث يتلقون دعمًا من الحكومة السورية.

أما  بالنسبة لعودتهم إلى السويداء ترى الصحيفة انها تبقى صعبة جدًا في ظل التوتر المستمر وانعدام الثقة بين الطرفين ما يُنذر بتعقيدات اجتماعية وسياسية إضافية في الجنوب السوري

لاكروا

اثار وتداعيات تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا  من قبل وكالة فيتش

تعتبر الصحيفة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع تدريجي في أسعار الفائدة على القروض العقارية والقروض العامة والخاصة، ما قد يزيد العبء على الموازنة الفرنسية ويزيد الضغط على الحكومة لضبط ميزانيتها 

وتشير لاكروا الى انه في حال تبعت الوكالات الأخرى "فيتش" مثل وكالة موديز و ستاندرد اند بورز، قد تواجه فرنسا عواقب اقتصادية أوسع، من بينها تراجع الاستثمارات وارتفاع تكلفة خدمة الدين العام، 

وتخلص الصحيفة ان خفيض التصنيف يُعد تحذيراً جدياً من الأسواق، و ان فرنسا تواجه تحدياً كبيراً على الصعيدين السياسي والمالي. رغم أن البنوك الفرنسية لا تزال في وضع مستقر لكن ارتفاع تكلفة خدمة الدين قد يُقيّد السياسات المالية الفرنسية مستقبلاً ويثير مجددًا تحفظات الاتحاد الأوروبي بشأن الانضباط المالي

 ليزيكو 

ثورة المتصفحات تحت عنوان: الذكاء الاصطناعي والحرب الجديدة على شبكة الويب

بحسب الصحيفة فإن عالم الإنترنت يشهد تحوّلاً جذرياً مع بروز متصفحات الذكاء الاصطناعي، التي تمزج بين التصفح التقليدي والحوار التفاعلي. هذه المتصفحات لا تكتفي بعرض صفحات، بل تفهم نوايا المستخدم، تبحث وتجيب، وتنظم رحلات ومشتريات ومواعيد وحتى مدفوعات.

شركات مثل أوبن إي آي  OpenAI و بيربليكسيتي  Perplexity تقود هذا التغيير، حيث أطلقت الأخيرة متصفح كوميت Comet  وتسعى لشراء كروم من غوغل بمليارات الدولارات، لما يمثله من سيطرة على سوق يضم خمسة مليارات مستخدم فيما ترد غوغل ومايكروسوفت بإضافة مزايا ذكاء اصطناعي إلى منتجاتها القائمة

المنافسة تتجاوز التصفح والبحث إلى مجالات أوسع: إنتاج محتوى، شبكات اجتماعية جديدة، وتجارب تجارة إلكترونية قائمة على المحادثة. هذه المتصفحات تستبق رغبات المستخدم، وتقترح أو تطلب المنتجات تلقائياً اعتماداً على بياناته الشخصية وعاداته.

هذا التطور يثير مخاوف لأن زيارة المواقع الأصلية ستصبح غير ضرورية وهو ما يهدد منتجي المحتوى و بالتالي يبدو اندماج الذكاء الاصطناعي بالويب حتمياً، وقد يفتح الباب أمام نظام رقمي جديد يغيّر  العلاقات بالمعلومة وبالإنترنت بشكل عام