الأحداث العالمية البارزة في 2025: سنة الاسئلة المفتوحة
Description
انطوى العام 2024 مخلفاً وراءه أحداثاً جساماً وحروباً تدميرية وتغييرات لم تكن بالحسبان. واستمرت خلال السنة المنصرمة حربا أوكرانيا وغزة واضيفت اليها حرب لبنان والمجابهة الايرانية - الاسرائيلية، مع العلم ان الاحصاءات تشير إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت في السنوات الخمس الماضية، ويدلل ذلك على احتدام التنافسية بين القوى الكبرى بالرغم من مؤشرات تصدع العولمة.
ستكون السنة 2025 سنة الاسئلة المفتوحة بعدما كانت السنة 2024 سنة الاضطراب العالمي بامتياز. سيكون العالم في يناير على موعد مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الابيض والتداعيات المنتظرة لحقبة ترامب الثانية. وأواخر فبراير ستحسم ألمانيا خياراتها في انتخابات مبكرة مع احتمال عودة اليمين إلى تسلم مقاليد السلطة . وسينعكس الحدثان على مجريات الوضع أوروبياً ودولياً.
وستسلط الأضواء على مصير حرب أوكرانيا تبعاً للوعود التي اطلقها سيد البيت الابيض العائد، وسينعكس ذلك على المقاربة الأوروبية للعلاقة مع واشنطن والموقف ازاء روسيا. وسيكون عام 2025 عام إيران لجهة تطور برنامجها النووي وخلاصات نزاع الشرق الاوسط منذ منعطف السابع من اكتوبر 2023. ومما لا شك فيه ان الوضع الايراني الداخلي من جهة وقرارات الثنائي ترامب - نتنياهو ستكون مؤثرة في مستقبل النظام الايراني.
ولن يغيب الملف السوري عن احداث 2025 تبعاً للصعوبات المنتظرة في المرحلة الانتقالية، مع استمرار التجاذب الاقليمي- الدولي حولها اذ ان هزيمة اللاعب الايراني لا تعني حسم الصراع حوّل الشرق الاوسط الجديد خاصة بين اللاعبين الاسرائيلي والتركي.
أما لبنان الذي تفاقمت معاناته في الحرب التي شهدها في الأشهر الماضية، يمكن له ان يبدأ مسيرة التعافي واستعادة الدولة، كما يمكنه البقاء رهينة حروب ومصالح الآخرين .
وفي المقلب الاخر من آسيا، لن تكون تايوان بمأمن من الصراع الاميركي - الصيني الذي سيتصاعد خاصة إذا اقدم ترامب على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية . اما شبه الجزيرة الكورية فتبدو سمتها عدم الاستقرار مع الازمة السياسية الحادة في سيول، وتعزيز حلف بيونغ يانغ مع موسكو
ووفقاً لقائمة مراقبة الصراعات الصادرة لعام 2025، من المرجح أن تزداد التوترات في المكسيك وكولومبيا في الأمريكتين، وباكستان في آسيا، والسودان، ومنطقة الساحل، ومنطقة البحيرات العظمى في أفريقيا على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة.
هكذا يبدو العالم اكثر قلقاً ومهدداً بالمزيد من الصراعات والتراجع الاقتصادي واثار التغير المناخي واستخدامات الذكاء الاصطناعي، ولهذا سيكون العام 2025 بداية الربع الثاني من هذا القرن مؤشراً للاتجاهات اللاحقة