إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية وتوحي بأن الرئيس ترامب أعطى موافقته
Description
يواصل الإعلام العبري الإشارة هذه الأيام، إلى أن إسرائيل حددت ضرب المنشئات النووية الإيرانية هدفا مقبلا لها، وحاول رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الإيحاء أخيرا، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بأن ثمة تفاهما أو توافقا بينهما على ذلك الهدف.
ونشرت الصحف الإسرائيلية تباعا، تسريبات عن استعداد سلاح الجو، لما سمتها المهمة الكبرى، ملمحة إلى دعم من إدارة ترامب، مع تحليلات مفادها، أن نفوذ إيران تراجع في الشرق الأوسط، بعد الضربات الإسرائيلية، التي وجهت إلى أذرعها كحركة حماس وفصائل غزة وحزب الله في لبنان، وكذلك التهديدات التي ألزمت الميليشيات العراقية بالانكفاء، بالإضافة طبعا، إلى الهجمات الجوية على مواقع عسكرية ومصانع للأسلحة داخل إيران نفسها، في 26 من تشرين الأول أكتوبر الماضي.
ومعلوم أن كل هذه العمليات حصلت بتنسيق مع إدارة الرئيس جو بايدن، التي اشترطت عدم التعرض للمنشأة النووية أو النفطية تجنبا لاندلاع حرب إقليمية، لكن الجانب الإسرائيلي بات مقتنعا، بأن التخلص من المشروع النووي أصبح ممكنا، وأن اللحظة الراهنة هي فرصة تاريخية متاحة، خصوصا بعد سقوط النظام السوري واضطرار الإيرانيين للانسحاب من سوريا.
وللنجاح في ضرب المنشآت النووية، كانت إسرائيل ولا تزال، بحاجة إلى دعم ومشاركة أميركيين، حاولت منذ 2010 الحصول عليهما، إلا أن الإدارات الديموقراطية لم توافق، أما إدارة ترامب السابقة فانسحبت من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وعاودت فرض عقوبات في إطار سياسة الضغوط القصوى على إيران.
فهل أن ترامب جاهز في ولايته الثانية، لإعطاء إسرائيل ضوءا أخضر للمهمة الكبرى، أم أنها تخطط لإنجازها قبل دخوله البيت الأبيض؟
هذا على الأقل ما يسوقه نتانياهو، لكنه فوجئ بأن مصادر سياسية في واشنطن تسرب أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه سيتعامل مع الملف النووي الإيراني للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وهذا ما سعى إليه في ولايته الأولى، قبل أن يقرر الانسحاب من الاتفاق السابق، لأن إيران لم تبدي تعاونا، أي أن الأولوية لديه ليست للعمل العسكري.
ويرى محللون أن ترامب قد يستخدم التهديد الإسرائيلي للضغط على إيران، لكنه لا يسعى إلى حرب معها.