العد العكسي في الملف النووي الإيراني
Description
يتصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني قبل أقل من شهرين من دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبالتزامن مع استمرار التصعيد في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ، والمواجهتين الإسرائيلية - الإيرانية في أبريل وأكتوبر ٢٠٢٤. ومع زيادة الهواجس من النقلة الإيرانية نحو عسكرة برنامجها النووي، صدر قراران في يونيو وأكتوبر من هذا العام عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية ينتقد عدم احترام إيران تعهداتها مع الوكالة ويحثها على العودة للتعاون.
واللافت أن الترويكا الأوروبية كانت وراء ذلك وقامت واشنطن بدعم توجهها .
في هذا السياق بعد استخدام عصا الردع الدبلوماسي في اجتماع فيينا، حاول الجانب الأوروبي استخدام جزرة الحوار في جنيف من خلال جلسة حوارية مع إيران للمرة الاولى منذ زمن ما قبل حرب أوكرانيا. بيد ان الاشارات الأولية لم تكن مشجعة اذ ان الاجتماع التمهيدي بين الرجل الثاني في الدبلوماسية الأوروبية، إنريكي مورا، مع ماجد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، نائبي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، لم يسفر عن نتيجة ملموسة والدليل هو وصف احد المحاورين الإيرانيين أوروبا.
بانها "لاعب غير جدي في الملف النووي" وان سلوك الاتحاد الأوروبي " غير مسؤول من أوكرانيا إلى غزة " . أما الجانب الأوروبي الذي أصر على عدم التطرق إلى الملف النووي لوحده، بل إلى بحث الدعم الإيراني لروسيا والانخراط الإيراني في التوترات الاقليمية.
عول الجانب الأوروبي على ان تكون اللقاءات في جنيف «جزءاً من إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الإيرانيين». لكنها بقيت ضمن حوار الطرشان ببن الجانبين اللذين اعترفا ان " حجم الخلافات يتسع بينهما على أكثر من صعيد". والواضح ان اللقاءات لم تحمل مبادرات جديدة أو تحدد «خريطة طريق» للمفاوضات النووية، والسبب الأساسي وراء ذلك هو انتظار اتضاح الرؤية الأميركية مع تسلم ترامب لمهامه».
في هذا الوقت قامت طهران بتصعيد إضافي من خلال إعلان وزير خارجيتها إمكان تغيير العقيدة النووية الإيرانية، وكذلك كشفت طهران عن خططها لتوسيع منشآتها النووية بالتفصيل قبل اجتماع جنيف. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن إيران أبلغتها عن خططها لتركيب عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي الإضافية الجديدة لتخصيب اليورانيوم، وكذلك أيضا تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي التي تم تركيبها بالفعل.
تسارع طهران الوقت للبرهان أن بامكانها استكمال دورة الوقود النووي والتخصيب اللازم لإنتاج قنبلة نووية وكأنها تريد وضع واشنطن والعالم أمام الأمر الواقع.