اتفاق الهدنة في غزّة يقترب لكن اسرائيل لا تزال بعيدة عن إعلان نهاية الحرب كما تشترط حماس
Description
مسؤولان أمريكيان في الشرق الأوسط، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية انتوني بلينكن.
الأول في اسرائيل ثم في مصر وقطر لمتابعة مستجدات التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة. والآخر في الأردن قبل تركيا للتعرف عن كثب إلى الحكم الجديد في سوريا وجدول أعمال المرحلة الانتقالية.
ففي الأسابيع الأخيرة، تحاول إدارة الرئيس جو بايدن أن تنتزع من إسرائيل وحركة حماس اتفاقا على وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، خصوصا بعدما أبدى الرئيس المنتخب دونالد ترامب رغبة علنية في إنهاء حرب غزة قبل أن يدخل البيت الأبيض.
وبعد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، توقع سوليفان اتفاقا قد يكون قريبا، أولا لأن إسرائيل باتت مستعدة، وأيضا لأننا نرى تحركاً من جانب حماس، كما قال، لكنه لا يزال مشككا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي أن هناك فرصة لاتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن من غزة، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون.
لكن المعلومات المتوفرة تشير إلى اتفاق محدود بتوقف قصير للقتال، ما يعني إطلاق سراح جزء من الرهائن. فما يحول دون اتفاق شامل هو شرط إنهاء الحرب الذي تطالب به حماس. لكن نتنياهو يريد مواصلة الحرب إلى أن ينتهي حكم حماس لغزة.
وفي الاتصالات الأخيرة، لم تعد حماس مصرة على شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، لقاء ضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف العمليات العسكرية ضدها بعد الإفراج عن الرهائن. ولا تستطيع واشنطن توفير مثل هذه الضمانات لأنها متفقة تماما مع إسرائيل حول القضاء على قدرات حماس وإنهاء حكمها.
ولتأكيد ذلك، أشار سوليفان إلى أن اغتيال قادة حماس ساعد في وضع محادثات الهدنة على المسار الصحيح. كما أن موقف حماس على طاولة المفاوضات تغير بعد وقف إطلاق النار في لبنان. أي بعد الفصل بين الجبهتين.
ويعني ذلك ان ما يعرض الان على حماس هو الخيار الوحيد المتاح أمامها. وإلا فإن مسلسل المجازر اليومية وحجب المساعدات الإنسانية سيستمر للضغط عليها كما هو حاصل. أما اللافت في تصريحات سوليفان، فكان الخلاصة التي أكد فيها أن ميزان القوى في الشرق الاوسط تغير بشكل كبير، فإسرائيل صارت أقوى وإيران باتت أضعف. ووكلائها قضي عليهم. وفي ذلك شرح وتبرير للسياسة التي اتبعتها إدارة بايدن خلال حربي غزة ولبنان.