Discoverخبر وتحليلعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بين تحديات الماضي وتهديدات المستقبل
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بين تحديات الماضي وتهديدات المستقبل

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بين تحديات الماضي وتهديدات المستقبل

Update: 2025-01-19
Share

Description

عندما انتخب الأمريكيون دونالد ترامب لولاية ثانية في نوفمبر الماضي، بدأت العواصم الحليفة والمناوئة لواشنطن تحضير نفسها لأربع سنوات من انعدام اليقين والتقلب والاضطرابات السياسية والاقتصادية في علاقاتها مع ترامب، العائد إلى البيت الأبيض هذه المرة بثقة متزايدة بقدراته وطموحاته، ولكن مشاعر القلق هذه سرعان ما تحولت إلى مشاعر خوف واستياء، ولكن ليس في العواصم المناوئة تقليديا للولايات المتحدة، بل الحليفة لها، والتي حاربت معها جنبا إلى جنب منذ الحرب العالمية الثانية.

في السابع من الشهر الجاري، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا في مقره في مارالاغو بولاية فلوريدا، وقال للأمريكيين إن انتخابه يمثل بداية عصر ذهبي، وتحدث كزعيم أوتوقراطي يعيش في القرن التاسع عشر، حين أعرب عن رغبته بنبرة طبيعية بضم جزيرة جرينلاند الضخمة التابعة للدانمارك، وهي دولة في حلف الناتو، وتحويل كندا، وهي ايضا عضو في الناتو، التي تزيد مساحتها عن مساحة الولايات المتحدة الى الولاية الواحدة والخمسين في الاتحاد الفدرالي، واعادة بسط السيطرة الامريكية على قناة بنما، التي تسلمت القناة من الولايات المتحدة قبل ربع قرن، وفقا لمعاهدة تم توقيعها خلال ولاية الرئيس جيمي كارتر في سبعينات القرن الماضي.

وبرر ترامب هذه الطموحات التوسعية باسم حماية الأمن القومي والمصالح الاقتصادية من خطر صيني وهمي على مستقبل قناة بنما، وخطر روسي وصيني مستقبلي بالغ فيه على طرق الملاحة الدولية الجديدة، التي ستتوفر مع ذوبان الجليد من غرينلاند، وهكذا، في مناسبة واحدة، أعاد ترامب إحياء الامبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين احتلت الولايات المتحدة جزر كوبا وبورتوريكو وغوام، وبسطت سيطرتها على الفلبين وبدأت بشق قناة بنما.

أخطر ما قاله ترامب، هو انه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على جرينلاند، التي يوجد لأمريكا فيها قاعدة جوية، وقناة بنما، وان قال انه يفضل استخدام الضغوط الاقتصادية لضم كندا الى الولايات المتحدة.

لم يبد ترامب اي اهتمام على الاطلاق باعتبارات القانون الدولي وسيادة الدول وحرمة الحدود الدولية، كما لم يبالي في الايام اللاحقة باحتجاجات الدول المعنية والانتقادات التي تعرض لها في الداخل والخارج من سياسيين وخبراء في شؤون القانون الدولي، من الذين سارعوا الى تذكيره بأن حديثه عن الحدود الاصطناعية بين كندا والولايات المتحدة هي الحجة ذاتها التي استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تبريره لغزو أوكرانيا.

واللافت للنظر هو انه كان هناك اصطفافا جمهوريا كامل وراء ترامب، في تأكيد جديد حول سيطرته شبه المطلقة على الحزب الجمهوري.

 لا أحد غير ترامب يعرف بأي درجة من اليقين ما إذا كانت هذه التهديدات جدية أم أنها مجرد تكتيكات تسبق المفاوضات، ولكن مما لا شك فيه أن مجرد ذكرها علنا سوف يزيد من مشاعر العداء للولايات المتحدة في هذه الدول الحليفة، وسوف يلقى صدى ايجابيا في الصين، التي لا تخفي رغبتها باستعادة السيطرة على جزيرة تايوان، أو روسيا التي تريد استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سلطة الامبراطورية الروسية.

إن فتح ملف ما يسمى الحدود الاصطناعية بين الدول، وهذا يعني معظم الحدود الدولية، يعني زج العالم في حقبة فوضى غير مسبوقة، لا أحد يعرف كيف وأين ستنتهي.

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بين تحديات الماضي وتهديدات المستقبل

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بين تحديات الماضي وتهديدات المستقبل

مونت كارلو الدولية / MCD