كيف يهدد دونالد ترامب استقرار أمريكا والعلاقات الدولية في حال فوزه؟
Description
ليس من باب المبالغة القول إن أمريكا ستحتبس أنفاسها خلال الأيام المقبلة في انتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء المقبل بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
في مخاطر رئاسة دونالد ترامب. ومن وراء أمريكا، ينتظر العالم بدوره هذه النتائج نظراً للخلاف الجذري على مستوى السياسة الخارجية بين المرشحين، خاصة مع ما يُعرف عن ترامب من توجهات تتعارض حتى مع تقاليد السياسة الخارجية الأمريكية، ومن اعتباطية في التعامل مع ملفات شائكة.
انتخابه قد يفتح أمام أمريكا والعالم الأسوأ، خاصة أن جائحة كوفيد-19 طغت على فترة رئاسته الأولى. شبح انتصار ترامب في هذه الانتخابات أصبح حاضراً بقوة خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة أنه الأقرب للفوز في الولايات المفاتيح حسب استطلاعات الرأي، وذلك في ظل تقارب نسبة نوايا التصويت بينه وبين هاريس على الصعيد الوطني. وإذا حصل ذلك، فإن الخطر الأول على الداخل الأمريكي ستمثله زيادة الهوة بين أميركيتين متنافرين. المجتمع الأمريكي مقبل على انقسام حاد قد تغذيه سياسات ترامب في حال كسب الانتخابات. قد تزداد موجات العنصرية تجاه المهاجرين، وقد تتصاعد التوجهات المحافظة التي تهدد حقوق المرأة، مع ما يصاحب كل ذلك من تراجع في الديمقراطية.
بموازاة هذه المخاطر الداخلية، يلقي احتمال عهد رئاسي جديد لترامب بظلاله على الصعيد الدولي. ومخاطر هذه العهدة تبدو واضحة على الحالة الفلسطينية، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي راهن على فوز المرشح الجمهوري ولعب على ربح الوقت عبر مراوغة كل المقترحات لإنهاء الحرب على غزة. لذلك، من المتوقع أن يزيد منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط في حال انتصار ترامب.
من جهة أخرى، يُعرف عن ترامب أنه من أنصار الانعزال الأمريكي تحت شعار "أمريكا أولاً"، وإذا تواصل هذا التوجه مع عهدة جديدة محتملة، فسوف يؤدي مباشرة إلى فسح المجال لفلاديمير بوتين لتوسيع دائرة التوتر والحرب في كامل شرق أوروبا. عندها، ستكون أوكرانيا، ومن ورائها أوروبا، هي الخاسر الأكبر في حال تحررت أيدي موسكو. وينطبق ذلك أيضاً على حالة الصين، حيث ليس من المستبعد أن تؤدي انعزالية ترامب إلى زيادة التوتر مع تايوان. إنها إذن مخاطر جدية. ولا نعتقد أن الفاعلين في السياسة الأمريكية وفي الدولة الأمريكية غافلون عنها. فمن المرجح أن يواجه دونالد ترامب معارضة قوية، ليس من الديمقراطيين فحسب، بل خاصة من مؤسسات الدولة الأمريكية مثل الكونغرس، وكذلك جهاز الاستخبارات وحتى من المؤسسة العسكرية.