الشرق الأوسط: هل «يتدمْشق» الجولاني؟
Description
ما يزال الحدث السوري يسيطر على عناوين غالبية الصحف العربية الصادرة اليوم، خصوصا فيما يتعلق بطبيعة المرحة المقبلة وكيف يمكن للسلطات الجديدة إدارتها، بالإضافة إلى ملف غزة والصفقة المحتملة لوقف النار وإطلاق الرهائن.
الأخبار اللبنانية: الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا! مقال للكاتب العراقي علاء اللامي.
يشعر الكاتب بالارتياح حول تعامل المقاتلين السوريين مع مواطنيهم المسيحيين وعموم أبناء الأقليات الدينية من تفهّم وعدم اعتداء ويتطرق في مقاله الطويل إلى ما قاله المسؤول السياسي عن الطوائف في الفصائل المقاتلة لحنا جلوف، النائب الرسولي لطائفة المسيحيين السوريين اللاتين، حول دولة مدنية لكن ليست علمانية ويتخوف من محاكاة تجربة حركة «طالبان» بنسخة مخفّفة قد لا تعني شيئاً في مجتمع تعددي سوري عريق.
يقول الكاتب في صدر مقاله إنه أياً يكن رأينا في بني أمية ودولتهم البائدة، ولكن اشتراطات البحث العلمي التأريخي تجعلنا نعتقد أن من الحيف مقارنة بني أمية الذين دوَّخوا العالم في عصرهم وأقاموا إمبراطورية مترامية الأطراف أو كما تقول الأغنية الفيروزية «أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم.. ألحقـوا الدنيا بِبُسـتانِ هِشَـام»، وبين المعارضة السورية المسلحة، التي راحت تتفرج على القصف الإسرائيلي لأراضيها مع عدم تبرئة النظام السابق.
ويختم الكاتب مقاله بأن السوريين شعبا لا يحتاجون إلى من يعلمهم الوفاء لوطنهم أو لفلسطين بشهادة أبو التاريخ هيرودوتس؛ فلسطين هي، قدر سوريا، وسوريا هي قدر فلسطين على أساس وحدة المصير والتراث الحضاري العريض الواحد والمصلحة المستقبلية المشتركة.
الشرق الاوسط: نديم قطيش كتب مقالة تحت عنوان هل «يتدمشق» الجولاني؟
ينقل الكاتب اللبناني عن السوريين مقولتهم الشام غلَّابة والشام هي أولاً وأخيراً دمشق، بطبقاتها الحضارية المتراكمة، الآرامية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والأموية والعثمانية والفرنسية.. هي الحاضرة الفريدة بقدرتها على التكيف والتطور عبر آلاف السنين، ونقطة التقاء الحضارات والثقافات والأديان، صنعت من مرونتها الثقافية إرثاً مدنياً فريداً ومستداماً، يختصر مكانتها المحورية، سواء كمركز للمسيحية المبكرة أو مدينة رئيسية في التاريخ الإسلامي حين اختارها الأمويون عاصمة لإمبراطوريتهم وجدوا فيها مختبراً لا يتكرر للبراغماتية التي أسسها معاوية بن أبي سفيان عبر إدارة التوازن بين الهيمنة السياسية واحترام التعددية الثقافية والدينية.
هي، بهذا المعنى، مدينة غيرت ناسها والوافدين إليها أكثر مما غيروها، بروحها العميقة القادرة على احتضان التنوع واستيعاب التناقضات. يصلها الوافد وسرعان ما «يتدمشق»، مكتسباً صفات المدنية نفسها وناسها وأسواقها التي تميزها المرونة الاجتماعية وسيادة منطق الربح المشترك البعيد عن أي تعصب ديني أو عرقي.
يكاد يجزم الكاتب أن فائض العنف الذي مارسه النظام الأسدي على سوريا يعكس، بشكل مباشر، استعصاء المدنية نفسها وصعوبة إخضاعها بما يتناقض مع طبيعتها، إلا عبر مستويات خرافية من القمع والتوحش.
يتحدث الكاتب عن خطر تخلي الجولاني عن إرثه الإسلاموي المتشدد ما قد يؤدي إلى انشقاقات داخل تنظيمه وفقدان قاعدته الشعبية بين الفصائل ويختم مضيئا على بيان لجنة الاتصال الوزارية العربية الذي يفتح بابا سياسياً ودولياً «للتدمشق» السياسي، والخضوع لإرث التسامح لأقدم مدينة مأهولة في التاريخ.
القدس العربي: طبخة غزة على نيران الحروب الإسرائيلية.
بدل الاعتماد على أقنية التسريب المعتادة في تناقل أخبار الأنشطة الحساسة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حرص الأخير على الإعلان بنفسه عن اتصالات مطولة أجراها مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تناولت الجهود الجارية للتوصل إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية حول تبادل الأسرى، يمكن أن تُبرم خلال أسبوعين رغم النقاط العالقة في المفاوضات مغفلا حقيقة باتت مكشوفة ومعروفة مفادها أن ترامب طالب خلال حملته الانتخابية بإنهاء العمل وإغلاق ملفّ الأسرى قبل تنصيبه وإذا كان من المسلّم به أن ترامب سوف ينحاز إلى اشتراطات نتنياهو في إبرام الصفقة، فإنه يملك من هوامش الضغط على نتنياهو أضعاف ما كان يملكه سلفه الرئيس الحالي جو بايدن.
بعض التسريبات لم تكن غائبة في المقابل، فنقلت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ ترامب اعتراضه على أعداد الأسرى الإسرائيليين الذين تعرض «حماس» الإفراج عنهم، وهذا يوحي بطبيعة المناورة التي سوف يلجأ إليها نتنياهو لتعطيل الصفقة، كما فعل مراراً في الماضي وإذا صحت المعلومات عن صفقة تبادل وشيكة، فإن الاحتلال لا ينوي إنضاجها إلا على نيران حروب الإبادة والعدوان